هل الرياضة وسيلة أم غايـــــــــــــــــــــة ؟؟؟

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصبحه أجمعين ثم امــــا بعــد ...

أن الله عز وجــل لمـا خلق هذا الأنسان على هذه البسيطة أراد منه أن يقـوم بهمام الخلافــة الموكلة على عاتقه بأن يقوم بها على أحسن وجه وأن الأجــدر والأحســن في القــيام لذا يستلزم من الإنسان أن يراعـي قــوته الروحية الإيمانية والثقة بالله سبحانه وتعالى ولا يغفل عن قوته الجسدية ، لذا حضت التربية النبوية الكريمة على بناء الفرد المسلم على أساس من القوة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، إحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز " رواه مسلم.
ومن أجل بناء الأمة القوية، إمتدح الله سبحانه وتعالى ، الملك صاحب الجسد القوي، القادر على تحمل الشدائد، وجعل موهبته من العلم والقوة سبباً لترشيحه للملك قال تعالى: ( قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم ).
كما وصف الله سبحانه كرام أنبيائه بقوله عنهم: ( أولوا العزم من الرسل .( ولما رأت ابنة شعيب مظاهر القوة عند سيدنا موسى عليه السلام قالت لأبيها، كما جاء في سياق القصة في القرآن الكريم: ( إنَّ خير من استأجرت القوي الأمين ).
وهكذا نرى كيف ربط الإسلام قوة الإيمان بالإهتمام بقوة الأبدان، والغاية من القوة أن تكون الأمة المحمدية مرهوبة الجانب، منيعة محمية، عزيزة كريمة. وهذا أمرٌ من الله سبحانه لقادة الأمة الإسلامية في قاله تعالى: ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) .
والرياضة في الإسلام موجهة نحو غاية، تهدف إلى القوة، وهي في نظر الشارع وسيلة لتحقيق الصحة والقوة البدنية لأفراد الأمة، وهي مرغوبة بحق عندما تؤدي إلى هذه النتائج على أن تُستر فيها العورات وتحترم فيها أوقات الصلاة غير مبالــغ فيهــا بحيث يضيع الإنســان هدفه العظيم وهو عبادة الله عــزوجل فكثير من شباب اليوم قد مسخت أخلاقهم وضاعت قيمهم لأنهــم لم يعرفــوا المقصــود من الرياضة وفهمــوا أن الرياضة هــي عبارة عــن تضييع الأوقات أمام الشاشات أو أو في الصالات لأو التخلق بأخلاق النجــوم حسب تعبيرهـم من اليهــود والنصارى وحب النــوادي وتشجيع هذا الفريق أو ذاك ففهمــوا أن الرياضة هي هذه فظهرت أخلاقيات لشبابنا اليوم غير لائقة سواء ما ذكرناه آنفاً أو ما يظهر من الملابس والقصات التي يخجل الإنسان من رؤيتها أو من تعليق صــور النجوم والمبدعين في سماء الرياضة وتركنا منهج المصطفى صلى الله عليه وسلم .
والناظر إبى شريعتنا الغراء يجــد أنها مليئة بالحركات الرياضية
فنحن إذا تمعنا في حركات الصلاة نجد أنها تضمنت تحريك جميع عضلات الجسم ومفاصله، وهي حركات تعتبر من أنسب الرياضات للصغار والكبار، للنساء والرجال، لدرجة أنه لا يستطيع أي خبير من خبراء التدريب الرياضي أن يضع لنا تمريناً واحداً يناسب جميع الأفراد والأجناس والأعمار ويحرك كل أعضاء الجسم في فترة قصيرة، كما تفعل الصلاة .وأكدت الدراسات الطبية أن حركات الصلاة من أنفع ما يفيد الذين أجريت لهم عمليات انضغاط الفقرات (الديسك) وتجعلهم يعودون سريعاً إلى أعمالهم.

ونرى في أعمال الحج أيضاً رياضة بدنية عظيمة خلاف ما تحمله من رياضة روحية فأعمال الحج تتوافق مع ما يحتويه نظام الكشافة بحذافيره، ففي رحلة الحج مشي وهرولة وطواف وسعي، وسكنى خيام وتحلل من اللباس الضاغط إلى لباس الإحرام، مما يجعل الحج رحلة رياضية بحق، فهي وإن كانت في أسِّ تشريعها رحلة تسمو بالحاج إلى الأفق الأعلى، فهي في برنامجها رحلة تدريب بدنية تقوي الجسم وتعزز الصحة.

ونحن نجد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وفي تربيته لأصحابه، بل في صميم التشريع الإسلامي سبق واضح على التربية البدنية الحديثة ، والتي أصبحت تمارس اليوم في جميع الدول الراقية كجزء من حياة البشر، كما دخلت فروع الطب، وغدت تمارس وقاية وعلاجاً تحت اسم " الطب الرياضي ".

والطب الرياضي أحد التخصصات الحديثة جداً وهو يبحث في الخصائص الغريزية لكل لاعب، وأثر التدريبات البدنية على أجهزته المختلفة للتقدم في فن التدريب واختيار أفضل أنواع الرياضات التي تناسب إمكانيات الفرد الجسمية، وفي أساليب الطب الطبيعي لعلاج الأمراض. ورغم أن الطب الرياضي لم يكن معروفاً قبل الإسلام، فإن اختصاصي العلاج الطبيعي، مختار سالم ، يعتبر أن النبي صلى الله عليه وسلم قد وضع اللبنة الأولى لبناء هذا العلم

ويرى مختار سالم أن الطبيب المسلم علي بن العباس الذي ظهر مؤلفه "الصناعة الطبية" في أواخر القرن الرابع الهجري، هو أول مؤلف في الطب الرياضي، فقد أوضح في كتابه ان للرياضة البدنية أهمية كبرى في حفظ الصحة، وأن أعظمها منفعة قبل الطعام لأنها تقوي أعضاء الجسم وتحلل الفضول التي تبقى في الأعضاء.

وأايكم الآن بعــض الفوائــد للرياضــة .
فى مجال المحافظة على الصحة
هل تعلم أن ممارسة الرياضة تقلل من احتمالات إصابة الجسم بتصلب الشرايين و ارتفاع ضغط الدم و الذبحة الصدرية و ضيق الشرايين التاجية وجلطات القلب و المخ و الأطراف؟
هل تعلم أن ممارسة الرياضة تقلل من احتمال أو تؤجل الاصابة بمرض السكر و تسهل السيطرة عليه للمصابين به؟
هل تعلم أن ممارسة الرياضة تساعد على التخلص من السمنة والترهل و تشوهات القوام؟
هل تعلم أن ممارسة الرياضة تقى الجسم من هشاشة العظام والكسور و آلام المفاصل و الانزلاق الغضروفى و آلام العنق و أسفل الظهر؟
هل تعلم أن الرياضيين أقل تعرضا لحوادث الطرق نظرا لرشاقتهم وسرعة حركتهم؟
هل تعلم أن الرياضة تساعد على خفض مستوى الكلسترول و الدهون الضارة و الشقائق الحرة فى الدم؟
هل تعلم أن الرياضة تساعد على تأجيل ظهور مظاهر الشيخوخة و الاحتفاظ بالحيوية والشباب؟ وأن الرياضيين دائما يبدون أصغر سنا من نظرائهم؟
هل تعلم أن الرياضيين نادرا ما يشكون من مشكلة الضعف الجنسى؟
هل تعلم أن الرياضة تساعد على خفض ضغط العين و السيطرة على المياه الزرقاء (الجلوكوما)؟

الجانب النفسى
هل تعلم أن الرياضة تكسب صاحبها الثقة بالنفس و دماثة الخلق والصبر و الجلد و الطموح وحب المنافسة الشريفة وقبول الهزيمة بايجابية و تكرار المحاولة و روح المثابرة و التحدى وعدم اليأس؟
هل تعلم أن الرياضة تكسب صاحبها روح الجماعة و القدرة على التواصل مع الآخرين و احترام الكبير و الرحمة بالصغير و الضعيف؟
هل تعلم أن الرياضة تساعد على التخلص من الكثير من الأمراض النفسية كالاكتئاب و الأرق و القلق و اللانطوائية والانعزالية؟
هل تعلم أن الرياضة تمنح صاحبها شعورا لذيذا بالاسترخاء و الراحة النفسية والنشاط و الاقبال على الحياة و أن مواظبة الكثيرين على ممارسة الياضة يكون دافعها الحصول عى هذه الحالة النفسيية الجميلة؟

للأخت المسلمة
هل تعلمين أن الرياضة تساعدك على اكتساب القوة و الرشاقة والنضارة و المحافظة عليها و استعادتها بعد الحمل و الولادة و الرضاعة ( أنتن مأمورات بذلك فى باب : إذا نظر إليها سرته وان أمرها أطاعته و إن غاب عنها حفظته فى نفسها وفى ماله).
فى الجانب الاجتماعي و التربوي و الاقتصادى
هل تعلم أن الرياضة تعينك على اكتساب الصداقات فى غير محيط عملك أو دراستك؟
هل تعلم أن ممارسة الرياضة وسيلة من وسائل اللهو البرىء و الترويح عن النفس فى غير معصية لله ؟
هل تعلم أن الرياضة من أفضل الوسائل فى صرف المراهقين و الشباب عن التفكير فى الجنس و فى شغل أوقات الفراغ؟
هل تعلم أن الرياضة توفر على الفرد و المجتمع والدولة كثيرا من تكاليف الأدوية و المستشفيات و الأطباء و العلاج؟
هل تعلم أن الرياضى غالبا مايظل معتمدا على نفسه فى كهولته و شيخوخته ونادرا ما يحتاج للرعاية من غيره؟

فى الجانب الشرعى:
هل تعلم أن "المؤمن القوى خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف"؟
هل تعلم أن المؤمن القوى أقدر على العمل والجد و السعى على الرزق طلب العلم ونفع نفسه و المجتمع؟
هل تعلم أن المؤمن القوى أقدر على العبادة و القيام و الصيام و الركوع و السجود و الحج و العمرة والدعوة و الجهاد؟
هل تعلم أن المؤمن القوى سوف يكون من أصحاب العزائم لا من أصحاب الرخص و الأعذار؟
هل تذكر أننا أمرنا بأن نعلم أبناءنا " السباحة والرماية و ركوب الخيل"؟
هل تعلم أن السلف الصالح رضوان الله عليهم قد مارسوا رياضات الصيد و القنص و الفروسية و المبارزة و الرماية و المشى و الركض و السباحة والمصارعة؟ فهل تحب أن تقتدى بهم؟

أرجــو أني قــد وفقت وشاركت إخواني في هذه المنتدى في هذا الموضوع وأرجوا من شباب الإسلام أن يضبطوا رياضاتهــم بالمنهج الإسلامي الرشــيد فهم المسلــم ليس هذا بل هم عبادة الله وهداية الناس وإقامة المنهج النبوي في كل ما يحيــط بنا فالدين الإســلامي شامل لكل جوانب الحياة